بسم الله الرحمن الرحيم
وآقع المسلم المعاصر في غالب المجنمعات المعاصرة يجعلني أفكر واتأمل ..
ثمة مشكلات ربما لا يلحظها البعض.
الدين أصبح في محنة حقيقية.. ليس بسبب مادته ووظيفته وطبيعته ، فهو هو لم يحدث في أصله ومصدره تغير منذ أيام الصحابة، ولكن بسببنا نحن، بتفكيرنا تجاهه ، لم نستطع القيام بعملية واعية تركيبة تمازجية بين الدين والحياة ، الدين والتاريخ ، الدين والعقل .
فذات مرة قلت في إحد مواقع التواصل الإجتماعي ، قلت ( لا يجب أن نحى للدين ، ولكن ينبغي أن نحي بالدين ) هذه العبارة لو تأملناها جيدا، لفتحت لنا ميدانا خصبا من العطاء العلمي والمعرفي البناء ، لفتحت لنا مجالا فسيحا للمناقشة والمعالجة، هذا يحدث لو تقاسمنا فرصة كافية لشرحها وبيان المفاهيم التي يجب أن نعمل من أجل تثبيتها في زماننا ومستقبلنا القريب.
الأمر الآخر الجواب على سؤال ما العلاقة بين الدين والتاريخ ؟ الدين والعقل ؟ لو وضعنا إجابة واقعية ومنطقية للسؤال هذا فسوف نسهم في حل الكثير من الإشكلات .
هذا المنتدى نخصصه لطرح رؤى وأفكار تقدم مشروعا فكريا نهضويا للمسلم المعاصر ، مشروع يصلح لزماننا ولا نقول كان أو سيكون كذلك في الماضي والمستقبل. لاننا معنيين بمزاوجة الدين وواقع اليوم من خلال النظر في مستجداته ومشكلااته وتفرداته عن ماضي القرون أو الحقب ..
دعونا نجرب إستخدام عقولنا في هذا المنحى.
الجرجاني في كتابة الموسوم بالتعريفات عند عرضه لمادة ( دين ) في الإصطلاح قال: ( وضع الهي سائق لذوي العقول إلى قبول ما عند الرسول صلى الله عليه وسلم ) ، فالدين يحتاج إلى العقل والعقل يحتاج إلى الدين وهما يكملان بعضهما البعض . حتى هذه العبارة الأخيرة ربما ينظر إليها البعض بأنها تحررية .
ولطالما وردت كلمة تحرر في سياق الحديث عن الدين نحن مع تحرير الدين من المفاهيم التي أضرت به ، وتحرير العقول من الغلو والعسف أو الإبتعاد عن الدين مما ساعد ذلك على إستشراء الأخطاء في التعامل مع الواقع بإنسانه ومادته الكونية البيئية .
آمل أن نوفق في الكتابة حول هذه النقاط وأن تتوفقوا في المناقشة والتفاعل قبولا ورفضا كل حسب قناعاته فقط ليكن المنتدى منصة للتواصل العقلي حول تلك المحاور.